النفقة في النظام السعودي

النفقة في النظام السعودي

النفقة في النظام السعودي: الحقوق والالتزامات

النفقة في النظام السعودي: تُعد النفقة من القضايا الجوهرية في النظام الأسري، إذ تتعلق مباشرةً بكرامة الإنسان وضمان احتياجاته الأساسية. وقد نظم النظام السعودي أحكام النفقة بشكل تفصيلي في نظام الأحوال الشخصية الصادر عام 1443هـ، بما يحقق العدالة ويصون حقوق الأسرة.


أولاً: تعريف النفقة

النفقة تعني التزام الشخص –عادة الزوج أو الأب– بتوفير احتياجات من تجب عليه نفقتهم من مأكل وملبس ومسكن وعلاج، وفقاً لما جرى به العرف وما يتناسب مع الوضع المادي. وتُعد النفقة واجباً شرعياً وقانونياً لا يسقط إلا في حالات استثنائية.


ثانياً: الأساس الشرعي والقانوني

  • الأساس الشرعي: قال تعالى: “وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” [البقرة:233]، وهذا نص صريح بوجوب النفقة.
  • الأساس النظامي: نظم نظام الأحوال الشخصية السعودي أحكام النفقة بشكل مفصل، واعتبرها التزاماً مالياً مستمراً، يمكن المطالبة به أمام القضاء. يمكن الرجوع إلى النصوص عبر منصة هيئة الخبراء.

ثالثاً: أنواع النفقة

تشمل النفقة عدة جوانب، أبرزها:

  1. النفقة الزوجية: وتشمل المأكل والملبس والمسكن والعلاج، وتجب على الزوج لزوجته بمجرد عقد الزواج الصحيح.
  2. نفقة الأولاد: يتحملها الأب وتشمل التعليم والعلاج والسكن والكسوة.
  3. نفقة الوالدين والأقارب: قد تجب في بعض الحالات على الأبناء تجاه والديهم، أو على الأقارب إذا توافرت الشروط النظامية.

رابعاً: مقدار النفقة

لم يحدد النظام مقداراً ثابتاً للنفقة، بل ترك الأمر لتقدير القاضي حسب:

  • حالة المنفق المالية.
  • احتياجات المنفق عليه.
  • العرف والعادات السائدة.

ويجوز تعديل النفقة بزيادة أو نقصان إذا تغيرت الظروف المادية.


خامساً: النفقة والطلاق

من أكثر القضايا شيوعاً بعد الطلاق، مسألة النفقة. إذ تبقى النفقة واجبة للأبناء، حتى بعد انتهاء العلاقة الزوجية. أما نفقة الزوجة المطلقة، فتُحدد وفقاً للحالة، مثل:

  • الطلاق الرجعي: تستمر نفقة المطلقة في فترة العدة.
  • الطلاق البائن: تسقط نفقة المطلقة إلا إذا كانت حاملاً، فتجب نفقتها حتى وضع الحمل.

سادساً: إجراءات دعوى النفقة

يمكن للزوجة أو الأبناء رفع دعوى للمطالبة بالنفقة عبر منصة ناجز التابعة لوزارة العدل، وذلك من خلال الخطوات التالية:

  1. الدخول إلى قسم القضايا.
  2. اختيار دعوى “نفقة”.
  3. تعبئة البيانات وإرفاق المستندات مثل عقد الزواج أو شهادة الميلاد.
  4. متابعة الجلسات إلكترونياً حتى صدور الحكم.

سابعاً: الامتناع عن النفقة

إذا امتنع الزوج أو الأب عن سداد النفقة، فللطرف المتضرر الحق في:

  • التقدم بدعوى قضائية للمطالبة بالنفقة الماضية والمستقبلية.
  • طلب التنفيذ الجبري عبر محاكم التنفيذ.
  • الاستفادة من صندوق النفقة التابع لوزارة العدل في الحالات الطارئة.

ثامناً: النفقة والأبناء بعد الانفصال

في حال انتقال الحضانة إلى الأم، يظل الأب ملتزماً بالإنفاق على أبنائه. وتشمل النفقة:

  • المصروفات الدراسية.
  • تكاليف العلاج.
  • توفير سكن مناسب.ويتم تحديد النفقة بما يضمن حياة كريمة للأطفال.

تاسعاً: النفقة المستعجلة

أقر النظام السعودي مبدأ النفقة المستعجلة، بحيث يمكن للمحكمة إصدار حكم سريع بالنفقة المؤقتة للزوجة أو الأبناء لحين البت في الدعوى الأصلية. وهذا يعكس حرص المشرع على حماية المستحقين للنفقة من الضرر.


عاشراً: الأسئلة الشائعة

هل يمكن تعديل حكم النفقة؟

نعم، يمكن طلب تعديل النفقة إذا تغيرت الظروف المالية للمنفق أو احتياجات المستحق.

هل تسقط النفقة بالتقادم؟

النفقة الماضية لا تسقط إلا بحكم قضائي أو صلح بين الطرفين، ويمكن المطالبة بها.

هل تشمل النفقة تكاليف التعليم الجامعي؟

غالباً نعم، إذا كان الأبناء لا يزالون تحت إعالة الأب ولم يتيسر لهم مصدر دخل.

أفضل شركة محاماة


أهمية التسوية الودية

رغم أن القضاء ينظر في قضايا النفقة، إلا أن التسوية الودية بين الأطراف تظل أفضل وسيلة للحفاظ على الاستقرار الأسري وتجنب النزاعات الطويلة. وقد أنشأت وزارة العدل مكاتب للصلح الأسري لتسهيل هذه العملية.


خاتمة

النفقة في النظام السعودي: النفقة في النظام السعودي ليست مجرد التزام مالي، بل هي حق شرعي ونظامي يهدف إلى ضمان العيش الكريم للأسرة، وخاصة الزوجة والأبناء. وقد جاء تنظيمها لتحقيق التوازن بين قدرة المنفق واحتياجات المستحق، بما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويحفظ كرامة الأفراد.


🔗 روابط رسمية للاستزادة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الآن واستفسر عما تريد